منع الشيخ محمد حبيب المقداد من إمامة المصلين هذه الليلة بمسجد الصادق ع بالقفول بعد أن قامت أعداد كببرة من قوات الشغب والشرطة بمحاصرة المسجد والطرق المؤدية إليه. من جانبها استنكرت جمعية الوفاق محاصرة المسجد وطالبت بمحاسبة من أمر ومن شارك في هذا الحصار..
المرزوق: الحزم لا يعني التعدي على دور العبادة والعقاب الجماعي والترويع والتعذيب
الوفاق تستنكر محاصرة مسجد الصادق وتطالب بمحاسبة من أمر ومن شارك فيها
استنكر قيام عشرات السيارات التابعة لقوات مكافحة الشغب بمحاصرة مسجد الصادق "ع" بالقفول مساء أمس الجمعة وإرعاب المصلين وتخويفهم مصطحبين معهم عدد من المصورين لإلتقاط صور للمصلين وإعاقة صلاة الجماعة في خطوات استفزازاية مكررة قامت بها نفس القوات في مرات سابقة.
ودعا المرزوق وزارة الداخلية إلى احترام دور العبادة، إن لم يكن من باب الحس الديني فليكن من باب إحترام الدستور، مضيفاً "يكفي لمن قام بهذه الممارسة سواء من أمر من القيادات الأمنية، أو من شارك في هذه الحصارات المستمرة أن لا يبقى في منصبه لتكرار اعتداءه على حرمات الله وبيوته قبل حرمات المواطنين، وأي مخالفة للدستور تلك التي قام بها".
وقال المرزوق: "يجب أن يخضع كل من تورط في هذه الحصارات للمحاسبة الشديدة، وان تعطل الأدوات النيابية بين الفصلين التشريعيين لا يعني بحال من الأحوال التساهل مع هكذا اعتداءات على دور العبادة".
وذكر المرزوق أن هذه العقلية الأمنية التي تدير الأجهزة الأمنية بعقيدة استفزاز وتخويف المواطنين سواء كان في مساجدهم أو في قراهم، أو في تجمعاتهم السلمية، لن تخدم أبداً الإستقرار ولا الأمن وإنما تزيد من ردات الفعل وتعكر صفو الأمن أكثر مما تخدمه.
وشدد المرزوق على "أن الحزم لا يعني بتاتاً التعدي على دور العبادة وحرماتها والمصلين والاعتداء عليهم أو أن تكون هناك سياسة العقاب الجماعي بمحاصرة القرى والمواطنين في مساكنهم والإعتقالات والمداهمات التي تتم في أنصاف الليالي أو قبيل الفجر وبأعداد كبيرة من عناصر الأمن، واستخدام التعذيب المفرط لإنتزاع الإعترافات من المواطنين، وإنما الحزم بأن تكون عقيدة القوى الأمنية مرتكزة على الحفاظ على الأمن وعلى حقوق الإنسان، وأن المواطنين أيضاً لهم حقوق أمنية ويجب أن تحفظ هذه الحقوق، ولا يؤخذ مجتمع ومسجد وقرية بجريرة أن هناك حدث أمني يمكن أن يقوم به مجموعة صغيرة من الأفراد".
وقال المرزوق: "طالما أن هذه العقيدة الأمنية المبنية على الإستفزاز والإرعاب والتخويف موجودة فلا يمكن أن يكون هناك إستقرار ولا يمكن أن تكون هناك مودة لرجال الأمن، فأنتم من تزرعون التباعد بين المواطنين وبين القوى الأمنية، وبدل من أن ينظر المواطنون لهذه القوى على أنها تحفظ أمنهم، ينتظرون لها على أنها تزتفزهم في احتفالاتهم وفي فعالياتهم وفي شعائرهم وفي تجمعاتهم".
وختم المرزوق بقوله: "إذا كنتم تريدون أمناً حقيقياً اجعلوا أمن المواطنين جزءاً لا يتجزاً من منظومتكم، واجعلوا حقوق الإنسان على أولويات استراتيجياتكم الأمنية، وكفوا عن أساليب التعذيب والملاحقات الأمنية الليلية وحصار القرى والمساجد والتجمعات وسترون تحولاً جذرياً في الإستقرار الأمني".